المجتمع الإسلامي

مفهوم تربية الطفل في ضوء تحليل الشبكة المعنائية

By Ainbaal Network

February 27, 2017

 تمهيد

نظراً لتعدُّد الآراء ووجهات النظر في تعريف مفردة التربية من جهة1، ولكون تعريف المصطلحات ليس أمراً حيادياً بل هو انعكاس للنظام المعرفيّ والعقائديّ والقيميّ الذي ينتمي إليه الباحث2 من جهة ثانية، ومن باب تحديد المبادئ التصوّرية كان لا بدّ من الجواب عن السؤال التّالي: ما هي التربية؟ لتبنّي وجهة نظر خاصة حول مفهومها.

معنى التربية في اللغة طُرحت في معنى التربية ومصدريّتها في اللغة العربية عدّة احتمالات: الأول: أن تكون مصدراً من: رَبَا الشّيءُ، بمعنى: زاد ونما3، وارتفع وعلا4. الثاني: من ربَّ يرُبُّه ربّاً: مَلَكَه5.

وقد تبنّى خسرو باقري6 في كتبه هذا الاحتمال، آخذاً معنى التربية من مادة (ر ب ب) التي تنطوي على عنصرين معنائيين: المالكية والتدبير، ليستفيد تالياً – كما سيأتي في الدرس الثاني – من تبنّي وجهة النظر هذه في التعريف الاصطلاحيّ للتربية اتّكاءً على مفهوم الربوبية لا مفهوم النموّ والزيادة.

والثالث: رَبَوْتُ في بَني فلان أَرْبُو نَشَأْتُ فيهِم7. ومنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ربيت في بني سعد بن بكر”8.

وقد تبنّى العديد من فقهاء اللغة هذا الرأي، يقول ابن سيده في معنى الربّ: “أصله في الاشتقاق من التَّرْبية، وهي التَّنْشِئة،… وقيل للمالك رَبّ لأنّه يملك تَنْشِئةَ المَرْبُوب… ومنه ربّان السفينة لأنّه ينشِئُ تدبيرها ويقوم عليها…”9.

وقفة مع المعاني اللغوية لمفردة التربية 1- نشأ بمعنى رَبَا: يأتي فعل نشأ بمعنى: ربا وشَبّ10. ونَشَأَ: ارتفع وسما11. وبناءً عليه، لا يختلف الاحتمال الثالث عن الأول من حيث المعنى.

2- مادة: ر ب ب: يظهر بالاستقراء من أغلب فقهاء اللغة أنّ أصل مفردة ربّ لغة بالمعنى المطابقيّ: إصلاح الشيء والقيام عليه12، وبمعنى: الحفظ والرعاية للشيء13… ودلالتها على معنى الملك التزامية، حيث “سُمّي به المالك لأنّه يحفظ ما يملكه”14.

استقراء تعريف التربية عند العلماء المسلمين – قال الشيخ محمد بن الحسن الطوسيّ (385-460هـ): “الربّ وأصله التربية، وهي: تنشئة الشيء حالاً بعد حال حتى يصير إلى الكمال”15.

– وقال الملا محمد صالح المازندراني (ت 1086هـ): “الربّ في الأصل مصدر بمعنى التربية: وهي تبليغ الشيء من حدّ النقص إلى حدّ الكمال على سبيل التدريج”16.

– وقال محمود الآلوسي (1217-1270هـ): “الربّ في الأصل مصدر بمعنى التربية: وهي تبليغ الشيء إلى كماله بحسب استعداده الأزليّ شيئاً فشيئاً”17.

– وقال السيد حسين البروجردي: “التربية: تبليغ الشيء إلى كماله أو حال أحسن من حاله، وبالجملة إلى كماله الحقيقيّ أو الإضافي شيئاً فشيئاً”18.

ومن الواضح أنّ المعنى الجامع للتربية عندهم هو: إيصال المتربّي إلى كماله المستعدّ له بالتدريج.

التربية عند أفلاطون (427 – 347 ق.م) هذا المعنى لمفردة التربية عند العلماء المسلمين مشابه ومقارب لما هو موجود في الفلسفة اليونانية عند أفلاطون، فقد اشتهر عنه تعريف التربية بأنّها: “إعطاء الجسم والروح كلّ ما يُمكن من الجمال وكلّ ما يُمكن من الكمال”19.

الشبكة المعنائية لمفردة التربية من جملة المناهج المعتمدة في التحليل اللغويّ لفهم الحقل الدلاليّ لمفردة أو كلمة مفتاحية ما، هو اعتماد طريقة الترادف والأشباه والنظائر، القائمة على الدراسة التحليلية للمفردة، من خلال البحث عن اللفظ المرادف -أو المرادفات – لها وتحديد معناها (كأن نبحث مثلاً عن كلمة التربية، فنجدها بمعنى: الحفظ)، ثم التفتيش عن مرادف المرادف، (أي اللفظ المرادف لكلمة الحفظ، فنجدها بمعنى: الحراسة)، وهكذا يستمرّ البحث بشكل تسلسليّ… (فنبحث مثلاً عن مفردة الحراسة فنجدها بمعنى: المراقبة، والمراقبة بمعنى: النظارة… إلخ)، بهدف الوصول في المحصّلة إلى رسم خارطة المعاني المترادفة والعلاقات المترابطة فيما بينها، لمعرفة الشبكة المعنائية وصبّها في منظومة مفهومية واحدة، بحيث تُفيد هذه الشبكة المعنائية في الكشف عن المراد من المفهوم بشكل أوضح.

نموذج تطبيقيّ مختصر للمنهج إذا بحثنا مثلاً في المعاجم اللغوية عن مادّة مفردة التربية، سنراها تأتي بمعنى:

– الحفظ، ومعنى الحفظ: الحراسة. والحراسة: المراقبة. والمراقبة: النظارة. والنظارة: الحماية، والحماية: الدفاع، والدفاع: المنع…

– وتأتي التربية بمعنى: الرعاية، والإحاطة.

والإحاطة: بمعنى الصيانة، والرعاية. والحفظ، والتعهّد… والصيانة: الكنّ (الستر) والحفظ. والصيانة: الوقاية. والوقاية: بمعنى: الصيانة، أي الستر من الأذى، والدفاع. والتعهّد: التحفّظ بالشيء وتجديد العهد به.

– التربية: التنمية، وهي: بمعنى الزيادة والارتفاع والإشراف من أعلى.

والإشراف: من الشرف بمعنى العلوّ والمكان المرتفع. وأشرفت: اطّلعت على الشيء من فوق.

– التربية: بمعنى التنشئة. والتنشئة: بمعنى الترقّي والتسامي والتعالي بالشيء.

– التربية: بمعنى الإصلاح، وأصلح الشيء: أقامه وأحسن إليه.

– التربية: بمعنى السياسة، والسياسة: القيام على الشيء بما يُصلحه.

– التربية: بمعنى الحضانة، احتمال الشيء وجعله في الحضن.

– التربية: بمعنى التغذية20، والغذاء: ما يكون به نماء الجسم وقوامه.

– التربية: بمعنى التنبيت والغرس21. والتنبيت: التغذية وحسن القيام على الشيء22.

– التربية: بمعنى التأهيل23، والتهيئة للشيء24.

… إلخ.

نتيجة تطبيق المنهج وبهذا يتّضح أنّ مفردة التربية في اللغة العربية ذات حقل دلاليّ واسع، يتضمّن العديد من المعاني، ويشمل الكثير من المفاهيم، ممّا يعني أنّ العملية التربوية ليست ذات بعد واحد، ولا تتعلّق بجانب واحد من جوانب بناء شخصية الطفل، فالتربية هي مجموع عمليات مركّبة ومتشابكة ومتداخلة فيما بينها من أجل أن تصبّ في المحصّلة بخدمة هدف واحد، فالتربية حفظ ورعاية وصيانة وحماية وحراسة وتنمية وتغذية وحسن قيام وتأهيل وتهيئة وحضانة وسياسة وإصلاح وتنشئة ووقاية ودفاع وإحاطة… إلخ، ولو دقّقنا النظر في كلّ هذه المعاني لوجدنا بينها قاسماً مشتركاً ومعنى وحدانياً تلتقي عنده كلّ أجزاء الشبكة وعناصرها، وهو إيصال الشيء إلى كماله25. وقد أشار العلماء المسلمون في تعريفاتهم السابقة للتربية إلى هذا المعنى بشكل واضح، حيث عرّفوها بأنّها عبارة عن عملية: إيصال المتربّي إلى الكمال المستعدّ له في جميع جوانب شخصيّته.

مرادفات التربية في النصوص الدينية هناك مفردات أخرى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشبكة المعنائية للتربية، ولكونها وردت في العديد من النصوص القرآنية والروائية، وتُستعمل كثيراً في علوم التربية والأخلاق والعرفان العمليّ، سنفردها بالحديث بنحو شديد الاختصار.

التربية والتزكية أ- التزكية في القرآن: وردت مفردة التزكية بمادّتها في العديد من الآيات القرآنية، منها: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾26.

ب- التزكية في اللغة: بمعنى النماء والزيادة27. والزكاة: التطهير. والزكاة: الصلاح. والزكاة: الارتفاع والعلو28.

ج- معنى التزكية في الآيات: حمل المفسّرون معنى التزكية في الآية المذكورة وما يُشابهها على التطهير من الكفر والشرك والدنس والذنوب وخبائث الجاهلية وألوان التعلّقات الدنيوية… إلخ. قال السيد محمد حسين الطباطبائي: “التزكية تفعيل من الزكاة، بمعنى النموّ الصالح، الذي يلازم الخير والبركة، فتزكيته لهم تنميته لهم نماء صالحاً بتعويدهم الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة، فيكملون بذلك في إنسانيّتهم فيستقيم حالهم في دنياهم وآخرتهم، يعيشون سعداء ويموتون سعداء”29.

وباختصار التزكية هي: أن يفعل الإنسان كلّ ما يُصبح به هو أو غيره زكياً طاهراً صالحاً30.

التربية والتطهير 1- التطهير في القرآن: وردت مادة (ط ه ر) في القرآن بهيئات مختلفة، منها قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَ﴾31.

2- الطهارة في اللغة: بمعنى النقاء وزوال الدنس32. والنظافة والخلوص من الشائبات33.

قال السيد الطباطبائي: “التطهير إزالة الأوساخ والقذارات من الشيء ليصفى وجوده ويستعدّ للنشوء والنماء وظهور آثاره وبركاته، والتزكية إنماؤه وإعطاء الرشد له بلحوق الخيرات وظهور البركات”34. وكأن الفرق بين التزكية والتطهير، أنّ الأولى تحلية بالكمالات والثانية تخلية عن النواقص.

التربية والتذكية 1- التذكية في الروايات: عن أمير المؤمنين عليه السلام: “اذكُ بالأدب قلبك”35. 2- التذكية في اللغة: بمعنى التطهير، والتذكية بمعنى: شدّة وهج النار واشتعالها.

وقد فسّر متن الرواية السابقة بفهمين: الأول: ما ذكره الطريحي: أي طهّر قلبك ونظّفه عن الأدناس والرذائل36. والثاني: بمعنى نوّر بالأدب مع الله قلبك، لأنّ ضياء القلب واشتعال النور فيه يكون بسبب الأدب37، وهو الأصح، بقرينة ذيل الرواية: “اذك بالأدب قلبك كما تُذكّي النار بالحطب”.

التربية والتهذيب 1- التهذيب في الروايات: عن الإمام علي عليه السلام، قال: “ذروة الغايات لا ينالها إلا ذوو التهذيب والمجاهدات”38. – وعنه عليه السلام: “الاشتغال بتهذيب النفس أصلح”39.

2- التهذيب في اللغة: تنقية الشيء ممّا يعيبه40، ليزيد نمواً وحسناً41. والتهذيب: إصلاح الشيء. والتهذيب: تطهير الأخلاق.

التربية والهداية 1- الهداية في القرآن: وردت بهيئات متعدّدة بكثرة، منها قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾42. ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ﴾43.

2- الهداية في الروايات: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “والله لأن يُهدَى بهداك رجلٌ واحد خير لك من حمر النعم”44.

3- الهداية في اللغة: بمعنى الإرشاد، والدلالة على طريق الرشد، والدلالة على المطلوب بلطف، والإيصال إلى المطلوب45. قال السيد مصطفى الخميني: “إنّ المعروف تقسيم الهداية إلى: أ- الهداية بمعنى إراءة الطريق. ب- والهداية بمعنى الإيصال إلى المطلوب. ولكنّه ليس من قبيل المعنيين لِلَّفظ الواحد، بل هذا تقسيم للمعنى الواحد”46.

فالهداية إيصال إلى الكمال المطلوب، كما هو معنى التربية.

التربية والتعليم 1- التعليم في القرآن: وردت مفردة العلم بهيئات مختلفة بكثرة في النصوص الدينية القرآنية والروائية47، منها: – التعليم الإلهيّ: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾48. ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾49. – التعليم النبويّ: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ﴾50.

2- التعليم في اللغة العربية: على وزن تفعيل من العلم، والعلم إدراك الشيء بحقيقته51. والعلم بمعنى الشعور بالشيء52. والعلم المعرفة53. والعلم اليقين الذي لا يدخله احتمال54. والعلم الاعتقاد الراجح سواء أكان يقيناً أم ظنّاً55.

والذي يظهر بالتتبّع لاستعمالات العلم أنّه صفة قائمة في النفس توجب انكشاف وظهور الشيء لها بشكل تام يتميّز به عن غيره بنحو لا يحتمل الخلاف. وبناءً عليه، يكون معنى التعليم: إعطاء العلم وإكسابه للآخرين بحيث يتمّ رفع الجهل عن أنفسهم، وقيل: التعليم يختصّ بما يكون بتكرير وتكثير حتّى يحصل منه أثر في نفس المتعلّم56.

وبما أنّ الجهل نقص للنفس الإنسانية والعلم كمال لها، يكون التعليم من مصاديق التربية بجعل نفس المتعلِّم ترتفع وتتسامى من النقص إلى الكمال.

التربية والتأديب 1- التأديب في اللغة: مشتقّ من الأدب، وأصله: أن تجمع الناس إلى طعامك57. والأدب: ملكة تعصم من قامت به عمّا يشينه58. “والأدب اسم يقع على كلِّ رياضة محمودة يتخرّج بها الإنسان في فضيلة من الفضايل”59.

2– التأديب في أحاديث النبيّ وروايات أهل البيت عليهم السلام: لم ترد مفردة الأدب والتأديب في القرآن الكريم، وجاءت في الأحاديث بكثرة.

– عن الإمام عليّ عليه السلام: “يا كميل، إنّ رسول الله أدّبه الله، وهو أدّبني، وأنا أؤدّب المؤمنين، وأورث الآداب المكرمين”60.

– وعنه عليه السلام: “سبب تزكية الأخلاق حسن الأدب”61.

– وعنه عليه السلام: “إنّ الله عزّ وجلّ أدّب نبيّه على محبّته”62.

ويظهر بشكل واضح من هذه النصوص أنّ متعلّق التأديب في الاستعمال الروائيّ وكذلك اللغويّ غير مختصّ بتهذيب الهيئة البدنية للإنسان بل يشمل الهيئات النفسانية من القيم والأخلاق والصفات الوجدانية كالحب63. وبهذا يظهر أنّ ما ذكره بعض العلماء من حصر معنى الأدب في السلوك والفعل والهيئة الحسنة دون الملكات الأخلاقية، ليس في محلّه64.

فهذه المعاني بمجموعها تُشكّل منظومة مفهومية مترابطة فيما بينها ترسم لنا معالم سعة مفهوم التربية على الشكل التّالي:

الرأي المختار في تعريف التربية إنّ اختيار تعريف معيّن للتربية يتوقّف على معالجة العديد من المقدّمات المطوية التي سيتمّ عرضها خلال دروس الكتاب، فهو إن كان متأخّراً عنها ثبوتاً لكن نُقدِّمه عليها إثباتاً لضرورات تتعلّق بمنهجية البحث، فنقول في تعريف التربية بأنّها: قيام وليّ الطفل أو المأذون له من قِبَله، قولاً وعملاً، بصناعة65 هوية الطفل (شخصيّته)، أو تنمية استعداداته وقابليّاته الخاصّة، في جميع جوانبها (البدنية، القلبية، والعقلية)، وبمختلف الأبعاد الحياتية (الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، و…66)، بهدف إيصاله إلى كماله (الحقيقيّ أو الإضافيّ) المتوجّه إليه، بشكل تدريجيّ، وبنحو مستدام، من خلال اعتماد مجموعة من الأصول والأساليب والتقنيات، المستخرجة من المصادر الإسلامية أو المنسجمة معها.

التربية وعلم الأخلاق بعد أن اتّضح معنى التربية، يظهر الفرق بين التربية وعلم الأخلاق، فعلم الأخلاق يهدف إلى تكميل الملكات النفسانية التي تصدر عنها الأفعال الحسنة والجميلة67.

وبعبارة مختصرة وظيفة علم الأخلاق بناء المحتوى الداخليّ الروحيّ للإنسان، فمركز نظره على جانب من جوانب شخصية الطفل، ولا علاقة له بالجوانب الأخرى كمهارات التفكير، والرياضة البدنية، والسلامة الجسدية، وإعطاء المعرفة، وبناء العقيدة… إلخ. بينما التربية هي تنمية لكافة جوانب شخصية الطفل وأبعادها الحياتية.

* المنهج الجديد في تربية الطفل، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1- يراجع حول التعريفات المتعدّدة للتربية: عجمي، سامر توفيق، التربية مفهومها غايتها موضوعها، الفصل الأول. مع الإشارة إلى أنه قد تمت الاستفادة من المصدر المذكور في صياغة هذا الدرس والدرس الثاني أيضاً. ويراجع: إبراهيم، مجدي عزيز، موسوعة المعارف التربوية، حرف التاء، ص939. 2- المصطلح هو اللفط الذي يوضع للدلالة على معنى خاص في حقل معرفي ما، وغالباً ما تكون هناك علاقة ومناسبة بين المعنى الموضوع له اللفظ والمعنى المنقول إليه في الاصطلاح العلمي، كوضع لفظ “نفس” في علم الفلسفة للدلالة على الموجود الجوهري المجرد عن المادة ذاتاً والمتعلّق بها فعلاً، وهذا التعريف للنفس ينطلق من الفهم الفلسفي اليوناني الأرسطي مثلاً أو الإسلامي المشّائي للوجود والإنسان، أمّا مع وجود فهم آخر كمذهب الوضعية المنطقية أو الماركسية وغيرهما من المدارس الفلسفية التي تنظر إلى الوجود من زاوية حسّية-تجريبية، وتعتبر الوجود مساوقاً للمادة، فلن يتمّ تعريف النفس الإنسانيّة بأنّها موجود مجرّد لإنكار عالم المجرّدات، بل ستعرّف بتعريف يتلاءم مع أصول الفلسفة المادية والتجريبية، إذاً النظام الفلسفي يلعب دوراً في تعريف المصطلحات…، لذا نرى الاختلاف بين مدرسة وأخرى في تعريف المصطلحات وبيان مضمونها الدلالي، وليس ذلك إلا بسبب الاختلاف في الانتماء الفكري في النظرة إلى الله والوجود والإنسان والطبيعة و… 3- يراجع: الفراهيدي، أحمد بن خليل، كتاب العين، ج8، ص283. وابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج1، ص400. 4- ابن فارس، أحمد بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، ج2، ص483. 5- كتاب العين، ج8، ص256. ولسان العرب، ج5، ص94. 6- يراجع: باقري، خسرو، فلسفة التربية والتعليم الإسلامية، ص158. 7- لسان العرب، ج14، ص306. 8- المفيد، محمد بن محمد، الاختصاص، ص187. 9- ابن سيده، علي بن إسماعيل، المخصص، ج5، ص155. 10- لسان العرب، ج14، ص134. 11- معجم مقاييس اللغة، ج5، ص356. 12- م.ن، ج2، ص482-484. 13- الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، ج2، ص7. 14- المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج12، ص146. 15- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، ج4، ص337. 16- المازندراني، م.س، ج12، ص102. 17- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني تفسير الآلوسي-، ج1، ص77. 18- البروجردي، حسين، تفسير الصراط المستقيم، ج3، ص352. 19- سليمان، كامل، والعبد الله، علي، التربية، ص176-177. 20- الجوهري، إسماعيل بن حماد، تاج اللغة وصحاح العربية، ج6، ص2445. 21- الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، ج1، ص158. 22- تاج العروس، ج3، ص143. 23- المخصص، ج1، ص27. 24- لسان العرب، ج2، ص450. 25- يراجع: المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج4، ص 18-19. وقد ذكر تحقيقاً لطيفاً حول المسألة في ما يقارب الـ 9 صفحات : 15-23، تراجع للفائدة. 26- سورة آل عمران، الآية 164. 27- كتاب العين، ج5، ص394. الصحاح، ج3، ص1223. 28- معجم مقاييس اللغة، ج2، ص468. 29- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج19، ص264. 30- التبيان في تفسير القرآن، ج1، ص467. والطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، ج10، ص6. 31- سورة التوبة، الآية 103. 32- معجم مقاييس اللغة، ج3، ص428. 33- معجم مقاييس اللغة، ج5، ص464. والصحاح، ج6، ص2514. 34- الميزان في تفسير القرآن، ج9، ص377. 35- الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص385. 36- الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، ج1، ص159. 37- المحمودي، محمد باقر، نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، ج7، ص265. 38- الواسطي، علي بن محمد، عيون الحكم والمواعظ، ص257. 39- المصدر نفسه، ص47. 40- معجم مقاييس اللغة، ج6، ص 45-46. 41- تاج العروس، ج2، ص488. 42- سورة الشورى، الآية 52. 43- سورة يونس، الآية 35. 44- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الجامع الصغير، ج2، ص714، ح9606. 45- العسكري، أبو هلال، الفروق اللغوية، ص42. والراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص705. 46- الخميني، مصطفى، تفسير القرآن الكريم، ج2، ص74. 47- يراجع: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج1، كتاب العقل والجهل. والريشهري، محمد، العلم والحكمة في الكتاب والسنة، تحقيق مؤسسة دار الحديث الثقافية، قم، ط1. 48- سورة الرحمن، الآيات 1-4. 49- سورة العلق، الآيات 3-5. 50- سورة البقرة، الآية 151. 51- الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، ص475. 52- العين، ج2، ص152. 53- الصحاح، ج5، ص1990. 54- مجمع البحرين، ج6، ص119. 55- مفردات ألفاظ القرآن، ص475. 56- المصدر نفسه. 57- معجم مقاييس اللغة، ج1، ص74. 58- تاج العروس، ج1، ص296. 59- المازندراني، محمد صالح، شرح أصول الكافي، ج1، ص292. 60- ابن شعبة الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول عن آل الرسول، ص171. 61- عيون الحكم والمواعظ، ص281. 62- م.ن، ص265. 63- يراجع: عجمي، سامر توفيق، عقوبة الطفل في التربية الإسلامية، ص103-109. 64- الميزان في تفسير القرآن، ج6، ص273. 65- مفردة “صناعة” مستعارة من قوله تعالى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾, سورة طه، الآية 39. 66- أنظر: الدرس الثالث والدرس السادس. 67- يراجع: مسكويه، أحمد بن محمد، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، ص51. والطوسي، نصير الدين، أخلاق ناصري، ص102.